الشبكة الميزابية
جمعياتنا منتوجاتنا تقاليدنا مذهبنا أنظمتنا مدنــنا تاريخنا من هم ميزاب
أشعار ميزابية مواقع ميزابية فلاشات ميزابية قالوا عن ميزاب حضارة ميزاب صور ميزاب ميزاب جغرافيا شخصيات ميزابية

رجال أنجبهم وادي ميزاب


 

1- الشيخ ابراهيم ابن عمر بيوض:
ولد (رحمه الله ) يوم 11 ذي الحجة 1318هـ  / 21أفريل 1899م بمدينة القرارة  و كان والده من أعيان الاصلاح في البلد
.
دخل المدرسة القرآنية في سن مبكرة , فاستظهر القرآن سنة 1911م و عمره 12 سنة, و دخل حلقة(ايروان) حفاظ القرآن قبل سن التكليف,أخذ مبادئ الفقه و العربية عن مشائخه الحاج ابراهيم البريكي,أبو العلاء عبد الله بن ابراهيم,و الشيخ الحاج عمر بن يحيى.
نبغ بذكائه و حافظته و ذلاقة لسانه العربي الفصيح فناب شيخه في تدريس البلاغة و المنطق,و بعد الحرب العالمية الأولى أخذ غصبا للخدمة العسكرية الاجبارية و فور رجوعه مباشرة بدأ مصارعته للاستعمار بكتابة رسائل احتجاج فقاوم قانون التجنيد الاجباري حتى اصدر المستعمر قانونا جديدا بالغاء الحكم و التجنيد العسكري عن وادي ميزاب.
في سنة 1919م تزوج و أنجبت له زوجته أولاده الستة مزدوجين ذكورا و اناثا,وفي سنة 1921 بعد و باء كبير ذهب بمعظم أعيان البلد منهم والده و شيخه,فخلف شيخه في الرئاسة و تبنى الحركة العلمية ثم النهضة الاصلاحية ,وفي سنة 1922م دخل كأصغر عضو يدخل حلقة العزابة و مافتئ أن عين شيخا للتدريس و الوعظ بالمسجد ثم انتخب حوالي 1940 رئيسا لمجلس العزابة.
في يوم 18 شوال 1343 هـ/21 ماي 1925 أسس معهد الحياة للتعليم المتوسط و الثانوي ,و سماه معهد الشباب شعاره الدين و الخلق قبل الثقافة ,و مصلحة الوطن قبل مصلحة الفرد.
عام 1931م افتتح درس الحديث من فتح الباري شرح صحيح البخاري و اختتمه بحفل علمي بهيج  سنة 1945 بالمسجد الكبير بالقرارة .
في غرة محرم سنة 1353 هـ / ماي 1935 , بعد أن أتم تفسير  جزء عم , افتتح درس تفسير القرآن الكريم من فاتحته , و اختتمه يوم : 25 ربيع الثاني سنة : 1400 هـ , / 12 فيفري سنة 1980 م , و أقيم له مهرجان عظيم للختم يوم : 23 ماي 1980 م , و أعطى لتفسيره عنوان : في رحاب القرآن .
شارك سنة 1931 م , في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و مناقشة قانونها و انتخب عضوا في ادارتها و اسندت اليه نيابة أمانة مالها,و في سنة 1937م أسس جمعية الحياة رائدة النهضة العلمية و الاصلاحية بالقرارة ,في سنة 1940 حكم عليه بالاقامة الجبرية (داخل أسوار القرارة ) لا يغادرها لمدة أربع سنوات كون خلالها أجيالا من رجالات الأمة الحاليين,و في سنة 1940 تزوج زوجة ثانية و اكبته في كامل مراحل جهاده أثرت عليه بوفاتها سنة1977 أثرا بالغا .
و في سنة 1948م كان من بين   الأربعة الممضين على رسائل التأييد باسم اللجنة الجزائرية الفلسطينية لقضية فلسطين في الجامعة العربية .
دخل معترك الحياة السياسية بعد خروجه من الاقامة الجبرية بعد الحرب العالمية الثانية فطالب بإلحاق الصحراء بالجزائر في نطاق الدستور الفرنسي المزعوم سنة1947م.
من فاتح نوفمبر 1954م الى 19مارس 1962 كان محور لجميع النشاط الثوري بميزاب يديرها مباشرة بنفسه و بواسطة أبنائه الشباب من تلاميذه ,وقد لعب دورا فعالا في احباط مؤامرة فصل الصحراء عن الجزائر , و  ستجدون ذلك بالتفصيل في صفحة تاريخنا.
في سنة 1963 م , انتخب رئيسا لمجلس عمي سعيد الهيئة العليا للعزابة  , و دامت رئاسته له حتى وفاته .
في السبعينات  , اعتمدته وزارة التعليم الأصلي و الشؤون الدينية بالجزائر في الفتوى بالعمل بالحساب في إثبات المواسم الدينية , و في اعتبار ميقات الحجاج بالطائرة باعتبار المطار الذي ينزلون فيه بالحجاز .
من تراثه الأدبي :
 في رحاب القرآن ( تفسير القرآن الكريم ) : مازال عدة أجزاء من هذا الكتاب لم يطبع , و مازال مسجلا , و قد طُبعت أجزاء كثيرة منه حتى سورة : لقمان . 
 و كتاب :  أعمالي في الثورة  , و  كتاب : فتاوى الشيخ بيوض في جزئين , و قد عرضنا جزءا من هذه الفتاوى في صفحة الفتاوى .    
و مجموعة ضخمة من الدروس المسجلة على أشرطة و أقراص .
من ثمار جهاده : أجيال من الرجال على رأسه : خلفه رائد النهضة الإصلاحية حاليا الشيخ شريفي سعيد (عدون) و أضرابه من مئات المشائخ و الأساتذة و الدكاترة و كبار الموظفين السامين في مختلف المستويات .
دعائم نهضته الإصلاحية : القرآن و السنة و سيرة الصحابة و الخلفاء الراشدين و السلف الصالحين من بعدهم , و منابر نشر رسالته : المسجد أولا ثم التعليم بمعهد الحياة ثانيا , ثم المجتمع الخارجي العام ثالثا.
ختمت أنفاسه الطيبة و حياته الحافلة  بالجهاد على الساعة السادسة مساء الأربعاء 8 ربيع الأول سنة 1401 الموافق ليوم 14 جانفي 1981 عن عمر يناهز 82 سنة أمضاها جلها في خدمة العلم و في افادة المجتمع الميزابي خاصة و الاسلامي عامة , و شيع جثمانه في موكب ضخم حضره نخبة من مسؤولي الدولة , من بينهم خمسة وزراء ,  أصعد الله روحه في الصالحين و أسكنه فراديس الجنان.

         الشيخ  العلامة الإمام

 ابراهيم ابن عمر بيوض

 

 2- قطب الأئمة الشيخ محمد بن الحاج يوسف طْفِــيَّـشْ :
ولد (رحمه الله ) بآت ايسجن (بني يزقن) عام 1236 هـ / 1821 م , توفي أبوه و تركه ابن خمس سنوات .
أخذ جل علومه  عن أخيه الأكبر   ابراهيم , الذي عاد من عمان و مصر حيث كان يتلقى العلم , ثم شمر عن ساعديه و اعتمد على نفسه في طلب العلوم , فأقبل على المكتبات يلتهم المعرفة من بطونها   , و من حسن حظه أن دعاه نجل الشيخ عبد العزيز الثميني , و فتح له خزانة والده ووهبت له زوجته عائشة نوح الخزانة التي ورثتها عن أبيها و كان عالما , و هكذا وجد القطب نفسه أمام عدد من خزائن الكتب , فلم تتق نفسه إلى الرحيل خارج الوطن طلبا للعلم , مكتفيا بما حوله  .
فتح داره للتدريس عام 1253 هـ / 1837 م , و دخل حلقة العزابة غاسلا للأموات في ومن الشيخ الحاج سليمان بن عيسى .
نفي إلى آت بونور (بونورة) , و مكث بها حوالي عشر سنوات , ألف فيها كتبا كثيرة , و تخرج عليه في الفقه بها كثير من الطلبة  , ثم عاد إلى بلدته .
خلف الشيخ الحاج محمد بن يحيى باحيو في المشيخة بمسجد آت ايسجن (بني يزقن ) يوم : 25 ديسمبر 1878م / 1296 هـ .
تخرج على يديه عشرات من التلاميذ , من ميزاب و جربة و نفوسة , أشهرهم :
سليمان الباروني النفوسي , سعيد بن تعاريت الجربي , وابراهيم أبو اليقظان , و أبو اسحاق ابراهيم اطفيش , و بابكر بن الحاج مسعود , و صالح بن عمر لعلي , و صالح بن يحيى بن الحاج سليمان آل الشيخ ,   أحمد بن الحاج  ابراهيم حميد أوجانة , الحاج عمر بن حمو بكلي , الحاج ناصر بن ابراهيم الداغور , يحيى بن صالح , الحاج عمر بن يحيى  , محمد بن الحاج الثميني , ابراهيم بن بانوح مطياز , و صالح بن الحاج محمد الداودي ....
قام بجولة في طريقه إلى الحج عام 1303 ه ـ / 1886 م , زار فيها بوسعادة و قسنطينة و عنابة (مدن جزائرية ) , و جامع الزيتونة بتونس , و التقى في المدينة المنورة بالمفتي الشافعي , الذي قدمه لإلقاء دروس  بالحرم , تقديرا لمكانته العلمية , و رجع القطب إلى ميزاب في نفس السنة.
زار القطب وارجلان (ورقلة , مدينة جزائرية ) عام  1320  هـ / 1902 م , و تلقاه أهلها لمسافة  عشرة كيلومترات بأنواع المركوبات و الطلقات البارودية , و رافقته  ثلة من فضلاء وادي ميزاب , و مكث بها 15 يوما.
أهدى إليه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني نيشانا عندما حل لغز الماء , في مسابقة و قعت بين معاصريه من العلماء فقال رجال الأكاديمية الفرنسية : نحن أحق و أولى من تركيا في تكريم الشيخ اطفيّش , فأعطوا له وسام : لابالم أكاديميك .
زار القرارة مرارا , أما بريان فكان ينتقل إليها مرتين في السنة , في الربيع و الخريف , لإلقاء الدروس.
كان من السبعة المقتولين بالسم سنة 1914 م , إذ وضع له أحد العملاء الفرنسيين سما في حذاءه   , تسبب في وفاته بعد أسبوع , جعله الله في صفوف الشهداء و الصديقين و أسكنه فسيح رياضه و جنانه.
مؤلفات القطب :
بلغ عدد مؤلفاته أكثر من مئة مؤلف في شتى العلوم : الأخلاق , الأصول , البلاغة , التفسير , التجويد , التوحيد , التاريخ , الحديث , الحساب , الرسم , السير , الطب , الصرف , الفقه , العروض و القافية , الفلك , الفلاحة, الفرائض , الفلسفة , اللغة , مصطلح الحديث , المنطق , النحو , الوعظ.
و نحاول أن نذكر هنا أهم و أبرز مؤلفاته .
ا- التفسير :
هيمان الزاد إلى دار المعاد , داعي العمل ليوم الأمل , تيسير التفسير.
ب- التجويد :
جامع حرف ورش , شرح قصيدة  التجويد .
جـ - الحديث و السيرة :
ترتيب الجامع الصحيح , وفاء الضمانة بأداء الأمانة , جامع الشمل في حديث خير الرسل , السيرة الجامعة من المعجزات اللامعة , الفسول من أسماء الرسول , رسائل الصلاة على النبي (ص) , شرح نونية المديح .
د - الفقه و أصوله :
شرح مختصر العدل و الإنصاف في أصول الفقه , جامع الوضع و الحاشية , شامل الأصل و الفرع , شرح كتاب النيل و شفاء العليل , الذهب الخالص المنوه بالعلم القالص , حي على الفلاح القنوان الدانية في مسألة الديوان العانية  , أساس الطاعات لجميع العبادات , التوأم في الفرائض , جواب في الأوراق المالية , شرح كتاب الزكاة , جواب في الربا.
هـ - التوحيد و علم الكلام و الفلسفة:
شرح عقيدة التوحيد , إيضاح المنطق في بلاد المشرق , الحجة في بيان المحجة في التوحيد بلا تقليد  , شرح معالم الدين , إزهاق الباطل بالعلم الهاطل , الجنة في وصف الجنة , إزالة الإعتراض عن محقي آل إباض , الرد على الصفرية و الأزارقة , رد الشرود إلى الحوض المورود , الشرح الفريد على عقيدة التوحيد , مبحث الفرق على لامية ابن النظر .
و- اللغة العربية و علومها :
نظم المغني , معتمد الصواب من شواهد قواعد الإعراب , بيان البيان في علم البيان , إيضاح الدليل إلى علم الخليل , ربيع البديع في علم البديع , تخليص العاني من ربقة جهل المثاني , كتاب الرسم في تعليم الخط , شرح شرح أبي داود , تسهيل الإجتهاد في تفسير أشعار الإستشهاد , ترجمة أبي العتاهية .
ز- التاريخ :
رسالة مو سعة في تاريخ وادي ميزاب , الرسالة الشافية في بعض تواريخ أهل ميزاب , مسائل السير , كشف الغمة , الإمكان في ما جاز أن يكون أو كان .
حـ - الفلك و الحساب :
مسلك الفلك , شرح القلصادي .
ط - تآليف مختلفة :
تحفة الحب في أصل الطب , النحلة في غرس النخلة , شرح لغز الماء , شرح القصيدة الحائية , أجور الشهور على مر الدهور , إطالة الأجور و إزالة الفجور , شرح بائية في الوعظ , الذخر الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى , خطبة العيدين ,رسالة في حكم نظام العزابة , مجموعة قصائد في المديح و الوعظ .

 


3 - الإمام الشيخ صالح بن يحيى الطالب باحمد :
هو الشيخ صالح بن يحيى بن يحيى بن موسى بن باحمد بن يحيى بن السائح بن عابو الطالب باحمد , و إخوته هم : عيسى و موسى و قاسم و باسعيد .
ولد (رحمه الله ) سنة 1321 هـ / 1904 مفي بريان , حيث نشأ و ترعرع و قضى سنوات عمره الأولى تحت رعاية والديه الصالحين الذين ربياه تربية إسلامية صالحة .
في سنة 1913 م أخذه والده و هو في سن التاسعة إلى قسنطينة أين حفظ القرآن الكريم هناك على يد الشيخ علي المكي .
سنة 1918 م انتقل إلى القرارة  لمواصلة تعلمه و استظهر القرآن على يد الحاج إبراهيم بن كاسي , وواصل تعلمه على يد الشيخ الحاج عمر بن يحيى ثم عند الشيخ بيوض ( رحمهما الله ).
في 22 فبراير 1922 تزوج و خلف عائلة مباركة تتكون من خمسة رجال و بنت واحدة , و كلها ذرية صالحة رباها على التقوى و العلم و الإصلاح و حب المسجد .
التحق بجامع الزيتونة بتونس سنة 1930 لاستكمال معلوماته , لكن الظروف لم تساعده غبارحها في 1931 م .
و فور عودته من تونس تصدى للتدريس في قسم المحضرة ببريان ثم سافر إلى الجزائر و اتصل بالشيخ أبي اليقظان الذي عينه للتدريس في مدينة الشلف ( مدينة جزائرية ) كما طلبت جماعتها ذلك .
عاد سنة 1933 إلى بريان للتدريس فيها لما استقدمه أعيان البلد ليؤازر الشيخ صالح لبسيس القراري (رحمه الله ) , المعلم الأول بمدرسة الفتح القرآنية .
عين يوم 16 ماي 1936 م , إماما للمسجد و عضوا في حلقة العزابة , وظل إماما بالمسجد الإباضي العتيق ببريان إلى سنة 1979 حين أقعده المرض.
و قد أنعم الله تعالى عليه بفقد بصره سنة 1965 .
عين مديرا لمدرسة الفتح القرآنية إلى 1957 .
كرمه الله بحج بيته الحرام و زيارة قبر النبي (ص) للمرة الأولى سنة : 1951 , و للمرة الثانية سنة 1970 , و للمرة الثالثة سنة 1974 .
تفرغ منذ سنة 1953 للأعمال الدينية و الإجتماعية  , مثل السهر على أوقاف المسجد من خدمات و بناءات و إصلاحات تتعلق بالمسجد و المقبرة و السدود و الطرقات .... , مثل تجديد بناء المسجد الإباضي العامر سنة 1957 /1960 , و توسيع مسجد المقبرة سنة 1953 , كما أشرف على بناء دار العلم , و مستودعات المسجد سنة 1961 , ... إلخ .
وافته المنية بمسقط رأسه يوم عيد الأضحى : 10 ذو الحجة 1401 / 1981 م  , و انتظم له موكب جنائزي رهيب حضره جمهور بلدته و ضيوف عديدون من مختلف الجهات  , رحمه الله و فسّح له في بحبوحة جنات النعيم .

 

4- الشيخ المجاهد حمو بن محمد عيسى النوري :
عيسى حمو بن محمد بن الحاج اسماعيل , اسمه الثوري ( في الثورة الجزائرية) حمو ابراهيم , من مواليد سنة : 1913 , بآت بونور (بونورة) , أستاذ و شاعر و مجاهد بميزاب.
تلقى معارفه في مختلف المدارس و المعاهد ابتداءا من مدارس الجزائر العاصمة و انتهاء بالمعهد الجابري بميزاب .
ساهم في الحركات الإصلاحية و العلمية و السياسية بالجزائر العاصمة, انضم إلى جمعية العلماءالمسلمين الجزائريين منذ تأسيسها سنة 1931 .
يعتبر من المؤسسين الأوائل لجمعية النور و كاتبا لها سنة 1945 , و قد عين رئيسا لفرع الجمعية بمدينته .
كان عضوا بارزا في حلقة العزابة .
شارك مشاركة فعالة في النشاط الأدبي , له أعمال  و قصائد شعرية منشورة في مجلة الشهاب و جريدة البصائر و النور و الأمة و الإخلاص و المرصاد ,و في الإستقلال في جريدتي المجاهد و الجيش , في شتى مناحي الحياة الاجتماعية و السياسية .
شارك في النشاط السياسي و كان في خلية لحزب الشعب الجزائري بالجزائر العاصمة , و من زملائه : مفدي زكرياء و غرافة ابراهيم بن عيسى و آيت رزقي محمد و حدو محمد (مجاهدون جزائريون ) , و ساير الحركات الإستقلالية إلى اندلاع الثورة الجزائرية  سنة 1954 .
انضم إلى الثورة منذ اندلاعها , و كان له من بين المراكز الثمانية الرئيسية للميزابيين بالجزائر العاصمة : مركز الفدائيين بالمنطقة المستقلة بالعاصمة تحت اشراف ذبيح الشريف , و بعد استشهاد هذا الأخير في 27 أوت 1957 , كُشف المركز فانتقل مباشرة إلى ميزاب.
واصل نضاله بميزاب مسؤولا لخلية جيش و جبهة التحرير الوطني تحت رقم 1172 بالولاية السادسة ( كانت الجزائر قبل الإستقلال مقسمة إلى ستة ولايات , و الولاية السادسة هي ولاية الصحراء أو الجنوب ) .
سجن في معركة شعبة النيشان بتغردايت (غرداية ) في 17 جوان 1960 م , بعد حصار مدينة آت بونور (بونورة ) .
حكم عليه بالإعدام من طرف الكومندان الفرنسي ( ديمارتيني ) , رئيس مكتب المخابرات بالأغواط (مدينة جزائرية قريبة من ميزاب)  , ثم رفع الحكم مقابل سجن 5 سنوات , و غرامة مليون فرنك , و الوضع تحت الإقامة الجبرية بعد السجن .
نسبة عطبه الحربي بالتعذيب في زنزانة تغردايت ( 26 يوما من التعذيب) 100 بالمئة .
له 26 سنة أقدمية في التعليم في المدارس الحرة و الرسمية و تكميلية المنيعة (مدينة جزائرية) من غير سنوات الحرب .
من آثاره :
كتاب : نبذة من حياة الميزابيين الدينية و الياسية و العلمية و دورهم في تاريخ الجزائر قديما و حديثا في أربعة اجزاء.
ديوان شعر تحت عنوان : وحي النظرات .
انتقل إلى جوار ربه يوم الإثنين : 24 شوال 1412 هـ / 27 أبريل 19992 م , و دفن بمسقط رأسه آت بونور , أسكنه الله في درجات الشهداء و المجاهدين الصديقين .

 

5- الشيخ عميد الصحافة أبو اليقظان ابراهيم بن عيسى حمدي :
ولد (رحمه الله ) بالقرارة ليلة الإثنين : 29 صفر 1906 هـ /  5 نوفمبر 1888 م , فقد أباه في رجب 1307 هـ .
زاول تعليمه الإبتدائي بالقرارة عن الحاج عمر بن يحيى , و استظهر القرآن أمام الشيخ الحاج ابراهيم بن كاسي إمام المسجد عام : 1323 هـ / 1905 م , و انتقل إلى آت ايسجن عام : 1325 هـ /1907م , ليتعلم عن القطب (رحمه الله ).
سافرإلى تونس عام 1912 م , و لبث بها إلى 1925 م , حيث أخذ العلم عن الشيخ عبد العزيز جعيط و الشيخ الطاهر بن عاشور في جامع الزيتونة , و غيرهما في المدرسة الخلدونية  , و فيها أعد عدته للدخول في الصحافة , إذ كانت أول مقالاته في جريدة  الفاروق , لصاحبها عمر بن قدور سنة : 1913 م .
ترأس سنة 1914 أول بعثة علمية جزائرية إلى تونس .
و في سنة 1920 م , كان عضوا بارزا في الحزب الدستوري التونسي , و تربطه بزعيمه عبد العزيز الثعالبي صداقة شخصية , و عاد إلى الجزائر سنة 1925 .
كانت فاتحة جرائده جريدة : وادي ميزاب , في أول أكتوبر 1926 م , و كانت تصدر في الجزائر و تطبع في تونس , ثم يبعث بها إلى الجزائر داخل جرائد النهضة و الزهرة التونسيتين , ثم أنشأ المطبعة العربية بالجزائر العاصمة في فيفري سنة 1931 م , فكانت جرائده تطبع فيها , و أصدر في مدة 12 عاما ثمان جرائد وطنية , صادرها الاستعمار ( الفرنسي ) واحدة تلو الأخرى لما تشكل عليخه من خطر , و  هي على الترتيب الزمني :
 وادي ميزاب: 119 عددا , صدرت سنة 1926.
 ميزاب : عدد واحد يوم 25/1/1930.
 المغرب: 38 عددا صدرت سنة 1930.
 النور :78 عددا صدرت سنة 1931.
 البستان : 10 أعداد صدرت سنة 1933م.
 النبراس:6 أعداد صدرت سنة 1933م.
 الأمة : 170 عددا سنة 1933م.
 الفرقان:6 أعداد سنة 1938.
انتخب عضوا في مجلس إدارة جمعية العلماء , و عين نائبا لأمين المال العام عام 1351هـ / 1932 م .
كان رئيس البعثات العلمية الميزابية إلى تونس , وكان السند القوي للشيخ بيوض , انخرط في حلقة العزابة بالقرارة عام 1936 م .
لقب بعميد الصحافة الجزائرية , لما قدمه من منفعة للصحافة , و لما جاهد بقلمه ضد الإستعمار الفرنسي.
لقد كان الشيخ يتميز بورع صادق و عفاف مخلص , لا يكف عن التضرع لله تعالى و الإبتهال إليه آناء الليل و النهار , ذا شخصية قوية في الحق , صلبة في المبدأ .
أصيب بمرض الشلل في جنبه الأيسر في أفريل 1957 م , رمضان  1376 هـ , فألزمه الفراش إلى أن توفي بالقرارة يوم : 30 مارس 1973 م / 25 صفر 1393 هـ .
آثاره : ترك (رحمه الله) ما يقرب من ستين مؤلفا أهمها : 
سلم الإستقامة , تفسير الجزء الثلاثين من القرآن , رسالة الإسلام و نظام المساجد في ميزاب  , رسالة  الإسلام و نظام العشيرة بوادي ميزاب , أضواء على بعض أمثال القرآن , مأساة فلسطين , خطبة العيدين , أشعة النور من سورة النور , في الحجاب و السفور , رسالة تاريخ ميزاب و عوائد أهله , تاريخ الصحافة العربية الجزائرية ,  دفع شبه الباطل عن الإباضية , عنوان الحضارة في تاريخ القرارة , طور جديد في الجزائر ووادي ميزاب , نظام امسطوردان في غرداية , مشاهد الزيارة في القرارة , رسالة العزابة , بيانات واضحة عن الإباضية ووادي ميزاب ,  ترجمة الإمام أبي اسحاق اطفيّش ,
أفذاذ علماء الإباضية عبر العصور , تحفة أبي اليقظان للصبيان .

 

الشيخ ابراهيم أبو اليقظان

 

6- الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلي:
ولد الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلي يوم الخميس 3 أكتوبر 1901 م ـ 1319 هـ ببلدة  تجنينت (العطف).
تعلم القرآن و مبادئ التوحيد بمحضرة المسجد العتيق بتجنينت ، كما أخذ مبادئ اللغة الفرنسية في المدرسة الفرنسية بها حفظ القرآن و استظهره في مقتبل عمره، و دخل حلقة إروان (حفظة القرآن) في سنة 1921.
درس العقيدة و الفقه و علوم اللسان على عمه الشيخ الحاج عمر بن حمو بكلي بمعهده بتجنينت، و بعد ذلك على الشيخ يوسف بن بكير حمو علي، خريج جامعة الزيتونية، ثم انتقل إلى العاصمة للاستزادة في العلم، وأخذ عن الشيخ المولود الزريبي الأزهري شرح لامية الأفعال و شذور الذهب.
و بعد وفاة عمه الشيخ الحاج عمر، انتقل إلى تونس في أواخر سنة 1922 م، و التحق بالبعثة العلمية الميزابية التي كان يشرف عليها الشيخ أبو اليقظان إبراهيم – رحمه الله- ، و درس في جامع الزيتونة على الشيخ محمد الطاهر بن عاشـور و الشيخ الطيب سيالة، و الشيخ الزغواني، و الشيخ محمد بن القاضي، كما درس على الشيخ الصادق النيفر. أما في المدرسة الخلدونية فقد درس العلوم العصرية، و من أساتذته فيها الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب، و الأستاذ عثمان الكعاك و الشيخ العبيدي.
كان طيلة وجوده بتونس ما بين 1923 و 1929 معينا للشيخ أبي اليقظان في رعاية البعثة العلمية، و إلى جانب ذلك كان شديد الاتصال بطلائع الحزب الدستوري و في أثناء ذلك تكونت آراؤه السياسية و الوطنية.
و لما أنهى دراسته بتونس رجع إلى الجزائر، و عند تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في سنة 1931 حضر الجلسة التأسيسية، و عين عضوا في لجنة صياغة قانونها الأساسي.
و في شهر ماي من سنة 1934 عين عضوا في حلقة العزابة بتجنينت.
ولظروف قاهرة اشتغل بالتجارة لفترة معينة، و لكنه كان دوما متصلا بالحياة الفكرية و الثقافية و السياسية بالعاصمة فكان نعم المعين للشيخ أبي اليقظان إبراهيم في جهاده الصحفي، كما كان يشارك في جميع نشاطات جمعية العلماء بالعاصمة.
كان رحمه الله ضمن الجماعة التي أسست بتجنينت أول مدرسة نظامية إصلاحية في وادي ميزاب و كان يديرها الشيخ أحمد بن الحاج يحيى بكلي
و في سنة 1939 انتقل إلى بريان بعد تركه ميدان التجارة نهائيا، فتفرغ للتعليم بها و أدار مدرستها إدارة حازمة ثم عين واعظا و مرشدا ثم مفتيا في مسجدها العامر فعضوا في حلقة العزابة ثم رئيسا للحلقة.
و في سنة 1945 شارك جماعة الإصلاح بتجنينت في تأسيس جمعية النهضة و عين رئيسا شرفيا لها ثم في سنة 1946 أسس بمشاركة إخوانه في بريان جمعية الفتح للإشراف على الحركة العلمية بها.
و عند اندلاع الثورة التحريرية و امتدادها للصحراء شارك مشاركة فعالة في العمل السياسي و التنظيمي و قد ألقى عليه القبض سنة 1957 م و أطلق سراحه بعد عدة شهور و استمر جهاده متحديا كل الصعاب إلى يوم وفاته.
و في سنة 1966 عين عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى و عضوا في لجنة الإفتاء التابعة لهذا المجلس.
تولى رئاسة مجلس عمي سعيد (الهيئة العليا لمساجد الإباضية بالجزائر) بعد أن عجز الشيخ بيوض – رحمه الله - عن حضور جلساته في أواخر أيامه و مرض نائبه الشيخ يوسف بن بكير حمو علي – رحمه الله -
و في السبعينات، بعد أن عجز صحيا عن إلقاء دروس الوعظ و الإرشاد اليومية في المسجد، نظّم ندوة أسبوعية فقهية في كل يوم أربعاء في منزله يحضرها نخبة من الأساتذة و المرشدين و هي مستمرة إلى يومنا هذا.
تتمثل آثاره المطبوعة فيما يلي:
-حقق كتاب النيل للشيخ ضياء الدين عبد العزيز الثميني في ثلاثة أجزاء.
-كما حقق أيضا كتاب قواعد الإسلام للشيخ إسماعيل الجيطالي النفوسي في جزأين.
-جمع فتاواه و أصدرها في جزأين.
وأما آثاره غير المطبوعة :فمنها ديوان شعر، و جمهرة رسائل البكري، و جهاد الإصلاح في جيل و عدد من المخطوطات في الفقه و الأدب العربي و التاريخ.
تخرج على يده المباركة نخبة صالحة من أبناء الجزائر توجهوا إلى مختلف المعاهد الجزائرية قبل و بعد الاستقلال، و هم الآن يعمرون مختلف المراكز في عموم القطر و يساهمون في بناء الجزائر العربية المسلمة.
توفي رحمه الله في بريان مساء يوم الاثنين 3 جمادى الأولى 1406 الموافق لـ 13 جانفي 1986 بعد مرض خفيف ألمّ بـه، و شيعت جنازته هناك صباح يوم الأربعاء 15 جانفي 1986 شهدها جمهور غفير قدم من مختلف أنحاء الوطن.
رحمه الله رحمة واسعة و جازاه عن الإسلام  خير جزاء، إنه سميع مجيب الدعاء.

الشيخ عبد الرحمن باكلي

 

7- الشيخ محمد علي دبوز :
هو الشيخ محمد بن علي بن عيسى دبوز، أبوه من أبرز مؤسسي الجمعية الخيرية في بريان سنة 1927 (جمعية الفتح)
ولد في بريان سنة 1337 هـ / 1919 م، وهو وحيد أبويه اللذين نذراه للعلم وهو مازال جنينا.
في سنة 1928 بدأ الدراسة في المدرسة القرآنية عند افتتاحها (مدرسة الفتح)، ودرس على الشيخ صالح بن يوسف أبسيس ـ رحمه الله ـ
في سنة 1934 توجه إلى القرارة لمواصلة الدراسة وما لبث أن استظهر القرآن الكريم.
في سنة 1935 انخرط في معهد الحياة بالقرارة وكان من أبرز وأنجب تلامذته (وتشهد له مجلة الشباب).
في سنة 1942 توجه إلى تونس للتعليم العالي ودرس في جامعة الزيتونة ومعهد ابن خلدون (وعكف على مكاتبها سيما مكتبة العطارين).
في سنة 1943 توجه إلى عاصمة العلم القاهرة سيرا على الأقدام (مُتنكرا مُخاطرا بنفسه باختراقه أحد أعظم جبهات القتال في الحرب العالمية الثانية) في مدة 29 يوما.
في سنة 1948 رجع إلى الجزائر بعد خمس سنوات من الدراسة، استقبل باحتفال عظيم مشهود في تاريخ القرارة باعتباره من الأوائل الخريجين بدراسة جامعية وإن لم تكن بشهادة رسمية، تصدى للتدريس في معهد الحياة بالقرارة مدرسا مادة: الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والإباضي و الفلسفة وعلم النفس ومناهج التعليم ودام في جهاده التربوي إلى سنة 1981، قام بدور عظيم في تطوير برامج الدراسة بالمعهد، وأدخل مواد جديدة إليه، ويمتاز بطريقة خاصة في التدريس.
في سنة 1950 تصدى للتأليف وأصدر أحد عشر كتابا في التاريخ الجزائري والإسلامي، جمع مادتها العلمية من المكتبات، ومن أفواه العلماء بصفة خاصة، فقد كان يقوم بجولات عبر الوطن  وخارجه لهذا الغرض.
آثاره :
 أصدر (تاريخ المغرب الكبير) في ثلاثة أجزاء كبيرة، من العصر الحجري إلى الدول الإسلامية المستقلة في المغرب الكبير، وصف فيه تاريخ المغرب من الأكاذيب السياسية.
 وأصدر كتاب (نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة) في ثلاثة أجزاء كبيرة.
 وأصدر كتاب (أعلام الإصلاح في الجزائر من 1921 إلى 1974) في خمسة أجزاء كبيرة.
وله عدة تآليف، مخطوطات تاريخية وأدبية و نقدية وتربوية منها: تاريخ الدولة العثمانية ...الخ، وعدة مسرحيات تاريخية واجتماعية، وله مقالات عديدة .
كان مثالا للحزم والجدّ والنشاط، يُضرب به المثل في المحافظة على الوقت واغتنامه، وكان من أفذاذ الجزائر وخطيبا مصقعا يدعو إلى الحزم والوحدة والصفـاء والرجولة والتقشف والمحافظة على الشخصية الإسلامية والاعتناء بالفلاحة والنخلة ...
دام في جهاده إلى أن توفي في مسقط رأسه مساء يوم 16 محرم 1402 الموافق لـ 13 نوفمبر 1981، حضر جنازته جمع غفير من المشائخ والأساتذة وتلامذته وأصدقائه.
ترك مكتبة ثرية غنية بالوثائق المصورة والمسجلة حافلة بأمهات الكتب.
رحمه الله وتغمده برحمته الواسعة.



8-
الشيخ شريفي سعيد عدون :
ولد الشيخ شريفي سعيد الشهير بالشيخ : عدّون ,بالقرارة سنة : 1902 م , و تلقى تعليمه الإبتدائي في قرية سريانة ( شرق الجزائر ) , ثم استكمل دراسته في القرارة بعصامية نادرة و حفظ القرآن , و نشر في سن مبكرة في الصحافة الوطنية بعد الحرب العالمية الأولى .
يعتبر الساعد الأيمن للشيخ بيوض في حياته في زعامة الحركة الإصلاحية , و خليفته على هذه الزعامة بعد وفاته , و هو المشرف العام على الأنشطة المتنوعة للحركة من دينية و تربوية و ثقافية و اجتماعية , و على المدارس التابعة لها في أنحاء القطر , و الساهر على تمويل هذه الحركة من موارد طوعية , و مبادرات شخصية , و الماسك بزمام هذه الحركة , يعزز جانبه فيها و في النهوض برسالتها .
و يعتبر الشيخ ( أمد الله في أنفاسه ) أستاذ الأجيال المتعاقبة على مدى قرن من الزمان , و المربي الرائد و الإمام المرشد المتفقه في أصول الدين و النحوي المتمكن من قواعد اللغة العربية (إذ يعتبر الشيخ نابغة في قواعد النحو و الإعراب ) , و المستوعب للتراث الحضاري العربي الإسلامي  .
و لا يزال حفظه الله يؤدي رسالته الخالدة رغم كبر سنه , إذ مازال حفظه الله مدير معهد الحياة بالقرارة , و مازال رئيس مجلس العزابة بالقرارة , و رئيس مجلس عمي سعيد السلطة الدينية الكبرى بميزاب , و هاهو ذا نراه يحضر مهرجان الشيخ أبي اليقظان الذي أقيم بالقرارة في مارس الفارط , و يؤدي صلاة الجماعة مع المصلين في المسجد رغم كبر سنه (أكثر من مئة عام جعله الله قدوة لشبابنا .
حفظه الله تعالى و أمد في انفاسه و جعله ذخرا للأمة  .
و نجله , محمد شريفي , خطاط و أستاذ للخط بمدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة , و الذي أنجز تخطيط المصحف الشريف برواية الإمام ورش , و هي أول طبعة تصدر بالخط الشرقي في المغرب العربي .

الشيخ عدون شريفي سعيد

 

 

أرجو من الزوار الكرام أن ينبهونا لأي خطأ وقع في سرد المعلومات , و أن يذكرونا بأي عالم يستحق الذكر و لم نذكره في الصفحة و شكرا

الصفحة الرئيسية
جميع الحقوق محفوظة للشبكة الميزابية