البربر هم أبناء بربر بن تملاّ بن مازيغ و يسمون أنفسهم أمازيغا نسبة إلى
جدهم مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام .
كان البربر أول عهدهم بالشام مع أبناء عمهم فلسطين فوقعت بين الطرفين
حروب , فهاجر البربر من الشام , و ساروا إلى المغرب عبر مصر و استوطنوه
في العصر الحجري و عمروه من غرب النيل إلى المحيط الأطلسي.
ينقسم البربر إلى قسمين : البرانس و البتر , كل فرع يتشعب إلى قبائل
كثيرة لا تحصى , فشعب زناتة الذي ينتمي إليه بنو مصعب هو أحد شعوب البتر
.
و قد كان المصعبيون يسكنون بجوار منطقة نفوسة في ليبيا ثم إلى جبال
الأوراس بالجزائر , ثم إلى منطقة مليانة ثم إلى ورجلان (ورقلة) ثم إلى
وادي ميزاب .
أصل اللغة الميزابية زناتية و هما
تتفرعان من اللغة الأمازيغية , و الميزابية قريبة من القورارية و الشاوية
و الشلحية
و النفوسية
.
من خصائصها الإبتداء بالساكن للأسماء مثل قولهم (تْمَارْتْ) للِّحية و (
تْفُويْتْ) للشمس و من خصائصها كذلك اجتماع ساكنين في نهاية الكلمة كما
في المثالين السابقين.
تاء التأنيث تكون في أوّل الإسم فنقول
(تَبَجْنَ)
للرأس . و قد يكون المؤنث في الميزابية مختوما بتاء كذلك , و من ذلك
قولهم (تمطُّوتْ) للمرأة , و (تْوَارْتْ) لأنثى الأسد.
كما أنّ من خصائصها عدم وجود صيغة
التثنية.
إن اللغة الميزابية غنية بالأمثال التي
تغني عن الكلام الطويل مما يدل على حكمة أهلها مثل : ( وِيُّوفِينْ
وَلْيَطِّيفْ
أََدِبْرَسْ وَلْيَتِّيفْ) و معناه : من وجد و لم يقبض
بَحث و لم يجد , و يضرب لمن
ضيع الفرص .
و من الكنايات الميزابية قولهم : ( يَقَّنْ سْوُولْمَانْ) ومعناه :
مربوط بخيط واهن , و هو كناية عن عدم إحكام الأمور.
و للميزابيين قصائد شعرية يتغنون بها في
المناسبات كوقت الدرس للفلاحين , و أوقات النسج للنسوة , و في الأعراس ,
و الأعياد
الدينية.
تأثرت اللغة الميزابية كثيرا بالعربية
لغة القرآن الكريم , لكن الألفاظ المقتبسة منها لم تبق على هيئتها الأولى
بل صاغها
الميزابيون على قواعد لغتهم و ركبوها تركيبا جديدا ,
فانسجمت مع الميزابية , و صارت
جزءا منها , لا ينتبه إليها إلا من عرف أصلها , فكلمة (أَمْبَارْشْ)
أصلها مبارك ,
وكلمة (يَتْزَالَّ) أصلها يصلي.
|