إن التقاليد و
العادات ببلاد ميزاب تختلف
عن
غيرها من البلاد , فلكلٍّ صبغة ووجهة و هدف , , إنها في وادي ميزاب مطبوعة
بطابع
الدين الخالص , بحيث لا يتسرب إليها تدجيل أو حذلقة أو تصوف
مقيت أو جمود أو تزمّت
عائق
عن العادة النفسية , و العمل لحياة مشرفة نظيفة بلا وقوف على ركن الرجعيات
البالية و هجنة التقاليد المشوبة بالشعوذة , و الإستسلام للتوكل الأجوف و
العبادة
الجافة البعيدة عن معاني الروح.(
حمو
عيسى
النوري)
تقاليد
الميزابيين تتميز بالإعتدال , فلاهي متشددة جامدة , و لاهي
فاسدة
متأثرة بالفساق و الغربيين.
1- الأعراس :
تقام الأعراس في دار عشيرة الزوج , و تتسم أعراس الميزابيين , بأنها خالية
تماما من الاختلاط بين النساء و الرجال , و أنها خالية من اللهو الماجن ,
الذي تتصف به الكثير من الأعراس في العالم الإسلامي للأسف , كما أن أعراس
الميزابيين تكون جماعية دائما , و لا تكون فردية أبدا, و هذا لرفع الحرج عن
الفقراء من العرسان في تحمل مشقة نفقات العرس.
مراحل العرس:
ب- يوم الذبائح : و يقوم فيه العرسان و أهلهم بالذهاب إلى مكان الذبح , و يكون عادة في
الغابات التي يمتلكها أحد العرسان , ثم يقومون بنحر عدد من المواشي أو الأبقار
حسب عدد العرسان , و يتراوح عدد العرسان من 5 و حتى 20 أو 25عريسا و يرافق
كل عريس رجل صديق يجب أن يكون متزوجا يسمى بالوزير , و مهمته مرافقة العريس في
كل أيام العرس و نصحه و إرشاده بأخلاق و آداب الزواج خاصة في الأيام الأولى.
يشترك العرسان في شراء المواشي , و التي تستغل لحومها في اطعام الضيوف يوم
العرس .
بعد عملية الذبح , تنقل اللحوم إلى دار العشيرة , أين تقوم النساء باعداد و طهي
هذه اللحوم .
ج - يوم العرس و الغداء : و يعتبر هذا اليوم , اليوم الرئيسي في العرس ,
حيث يقدم المعزومون و أهالي العرسان من الرجال و النساء إلى دار العشيرة ,
الخاصة بكل واحد من الجنسين (الرجال في دار و النساء في دار أخرى تكون قريبة من
دار الرجال ) بعد صلاة الظهر, و في دار الرجال , و قبل تقديم الطعام يجلس
العرسان أمام الشيوخ و العزابة الحاضرين , و كل واحد يحمل معه رزمة قماشية
حمراء جميلة , يضع فيها لباس العرس,ثم يقوم الحاضرون بقراءة آيات من الذكر
الحكيم , ثم يقوم العزابة و الشيوخ بإلباس العرسان للباسهم الخاص , ثم يقوم
أحد الشيوخ بسرد أسماء العرسان و زوجاتهم أمام الملأ , كإعلان على الزواج , و
بعد ذلك يقدم الطعام , و يكون عادة طبقا كبيرا من الكسكسي .
بعد ذلك يقوم أحد العزابة بحمد الله و دعائه , و يتفرق الحاضرون بعد ذلك .
د- العشاء و الأناشيد: في نفس اليوم , و بعد صلاة العشاء , ينظم عشاء
يحضره جمع من المدعوين , و يكون في دار العشيرة كذلك , و بعد العشاء يقوم أحد
العزابة بالدعاء, ثم يتجه الحاضرون إلى الطابق العلوي (المكشوف) لدار العشيرة ,
أو إلى أي مكان مكشوف آخر , و يجلس العرسان في جانب من المكان , لابسين
(دائما ) لباس العرسان , و يفتتح الحفل بآيات من القرآن الكريم (يتلوه أحد
الشيوخ أو العزابة الحاضرين ), و يستمعون إلى بعض الأناشيد الإسلامية الهادفة ,
لكن دون أي آلات موسيقية أو ماشابه ذلك.
قديما كانت النساء تستمع إلى هذه الأناشيد عن طريق الصعود إلى الطابق العلوي
لدار العشيرة الخاص بالنساء , و يستمعن , لأنه كما قلنا , ليست هنالك مسافة
بعيدة بين دار النساء و الرجال , أما الآن , و بفضل التقنيات الحديثة , فأصبحت
الصورة تنقل إلى دار النساء مباشرة عن طريق الكاميرا التي يحملها المصور , و
يرافق هذا المصور العرسان في كل مكان .
هـ - نزهة العرسان : يقوم العرسان في اليوم الثاني من العرس , بنزهة إلى
الغابات و الجنان الخضراء في الصباح الباكر , حيث يقومون هناك مع أهاليهم من
الرجال و أصدقائهم بالإنشاد و الزهو , و الفرحة تغمر قلوبهم , و يتناولون
هناك بعض المشروبات المنعشة , و ما شابه ذلك .
و- الغداء الثاني و نهاية العرس : بعد النزهة , يتوجه العرسان بعد صلاة
الظهر , إلى دار العشيرة مرة ثانية , لكن لا يذهب معهم هذه المرة إلا المقربون
إليهم من الأصدقاء و الأهل , حيث يتناولون غداء آخر , تختم به أيام العرس .
و الحقيقة , أنه و في عهد غير بعيد في بلاد ميزاب , كان العرس يدوم طوال أسبوع
, لكن هذه المدة تقلصت بمرور الزمن.
|
مجموعة
عرسان
ميزابيين |
2-
عيد الزيارة:
عيد الزيارة
هو عيد يستقبل فيه الميزابيون فصل الربيع الجميل , و يشكرون فيه الله على نعمته
طول الشتاء.
يخرج فيه الميزابيون مع العزابة في الصباح الباكر و يطوفون حول المدينة تالين
للقرآن الكريم , و داعين الله أن يحفظ مدينتهم من كل شر , فتدوي أرجاء المدينة
بالقرآن الكريم مع شروق شمس يوم جديد .
بعد ذلك يتوقفون في مكان معين , لتبدأ النشاطات الخاصة بالزيارة , إذ يحضر
الآباء أبناءهم الصغار إلى هناك , و يلبسونهم أجمل الحلل في جو تغمره السعادة ,
ثم تتنوع النشاطات بعد ذلك , و تلقى بعض المحاضرات , و يقوم أعضاء من الكشافة
ببعض النشاطات , و يوزع المعروف
(1) ....
3-
الزرابي التقليدية
:
تنسج الميزابيات نوعا جميلا من
الزرابي , و هو قديم , كانت قديما تُنسج من وبر الجمال , أو صوف الغنم , ثم
اقتصر
نسجها على الصوف , و تنسج الزرابي الميزابية على المنسج التقليدي الميزابي , و
تتعلم البنات النسج عليه في سن مبكرة .
يغلب على الزرابي الميزابية اللون الأحمر
القاني المائل إلى البني و ترسم فوقه أشكال مختلفة كما
ترون في الصورة , وهذا هو
النوع السائد بميزاب
.
تقام لهذه الزربية في ميزاب , أعياد و مهرجانات خاصة
,
إلى اليوم , أشهرها : مهرجان الربيع للزربية
بتغردايت
,
و
يقام كل عام بسوق المدينة. .
|
|
منسج
زرابي ميزابي |
زربية
ميزابية |
4- اللباس التقليدي القومي الميزابي :
إن أهم ما جعل الشعب الميزابي الأصيل يظهر أمام باقي الشعوب هو تلك المجموعة من
المميزات التي لا يمتلكها سواه , و منها بضع الخصائص الرئيسية التي ما فتئ
الميزابيون يدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة ضد تيارات الغرب المفسدة , و من
مظاهر تمسك الميزابيين بأصالتهم , لباسهم
|
أليس هذا هو الإتحاد , أليست هذه هي الزينة التي أمر الله
بها ؟ |
التقليدي , و الذي يواظب الميزابيون على ارتدائه إلى يومنا هذا
سواء في المناسبات أو غيرها , و يعتبر من لم يلتزم بهذا اللباس في ميزاب غريبا
و شاذّا عن الميزابيين و لو كان ميزابيا .
و هذا الإلتزام الشديد إن دل على شيء , فإنما يدل على الروح الميزابية الأصيلة
, التي تأبى إلا المحافظة على الأصالة العريقة , و الوحدة و الأخوة التي يلتزم
بها الميزابيون , إذ أن ارتداء جميع الميزابيين لباسا واحدا , بحيث لايتميز
غنيهم عن فقيرهم , يدل على أنهم متحدون مترابطون , و أنهم طبقوا حقا قول الله
تعالى : ’’ و اعتصموا بحبل الله جميعا و لاتفرقوا ’’ , و يدل على أنهم رفضوا
تماما التيارات الغربية المنضوية تحت اسم : ( العولمة ) , التي فسخت الشباب
الإسلامي تماما إناثا و ذكورا للأسف الشديد .
يتكون اللباس الميزابي التقليدي من سروال مترابط غير مفصل على الرجلين و هو
منتشر في بوادي مصر و الشام , و طاقية بيضاء تدل على الإتحاد الميزابي بين
طبقات المجتمع .
يكون سروال أبيضا في المناسبات و الأعياد و أوقات الصلاة و الإجتماعات , أما
في وقت العمل , فيرتدي الميزابيون سروال .. ملونا حفاظا على النظافة , لكنهم لا
ينزعون الطاقية .
في أوقات الصلاة يرتدي الميزابيون اللباس السابق ذكره , و يرتدون فوقه جبة
بيضاء جميلة تعبر مرة أخرى على اتحاد الميزابيين , و لايدخل ميزابي المسجد أبدا
دون جبة بيضاء , و يا لروعة المنظر عندما تدخل المسجد , فيملأ عينيك بياض شديد
يملأ كل المسجد ينبعث من المصلين , إنه بياض الطاقيات إن كانوا جلوسا , و بياض
الجبب إن كانوا وقوفا , نعم إخواني المسلمين , هذا هو الإتحاد , و هذه هي
الزينة التي أمر الله بها عند كل مسجد , و للأسف , فإنا ندخل الكثير من المساجد
في العالم الإسلامي , فلا نرى إلا السواد و الألوان الداكنة المختلفة , هذا هو
هدف الغربيين.
أما النساء , فهن يرتدين جميعا لباسا موحدا , عبارة عن قطعة قماش كبيرة تلفها
المرأة حول جسمها كله , بحيث لايظهر منها شيء , و لا تترك إلا فتحة صغيرة حول
العين لترى بها , نعم , هذا هو اللباس المحتشم الذي أمر به الإسلام , لا تغطية
الرأس , و ارتداء السروال , إلى غير ذلك من
الموضة الغربية التي يدسها اليهود في أبناء المسلمين , فالسروال محرم على
المرأة البالغة في ميزاب في الشارع بجميع أنواعه , لا الفضفاض و لا غير
الفضفاض , و التي ترتدي غير ما سلف ذكره , يتبرأ منها الميزابيون , و للتعرف
أكثر على نظام التبرئة أو المقاطعة , أنظر صفحة :
أنظمتنا.
و لعل البعض يظن أن فرض اللباس المحتشم على النساء جمود و جفاف ديني من
الميزابيين , لا و ألف لا , إنما هو اتباع لتعاليم الدين الحنيف بحذافيره ,
دون أي مبالغة , و لم يكن اتباع الدين بجمود أبدا .
لماذا الأبيض ؟:
يرتدي الميزابيون الأبيض لأنه هو الذي حبّب إليه الرسول (ص) في قوله
: ’’عليكم بالبياض , ألبسوه أحياءكم , وكفنوا به أمواتكم ’’.
كما أن الأبيض جميل من أصله, لأنه لونه التفاؤل و الخير, أما الأسود , و العياذ
بالله , فهو لون التشاؤم و الشر , و الله يأمرنا بالزينة في المسجد في محكم
آياته , إذ يقول : ’’ خذوا زينتكم عند كل مسجد ’’ , و لا يخفى على أحد أن
الزينة تكون باللباس الأبيض الجميل , ثم أن اللون الأبيض سريع التأثر بالألوان
, فإذا ما أصابته نجاسة سهلت رؤيتها و التعرف عليها
.
|
هل تصدقون
أن تلك المساحة البيضاء هي عبارة عن
مصلين؟ |
|